السُّلْطَانِ طَوِيلَ اللِّسَانِ كَثِيرَ الْهَذَيَانِ وَعَلَّقْتُ عَنْهُ مُقَطَّعَاتٍ يَنْسِبُهَا إِلَيْهِ وَالْعُهْدَةُ فِيهَا عَلَيْهِ.
111 - أَنْشَدَنِي أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ الْمُفَرِّجِ بْنِ أَحْمَدَ الْكَاتِبُ لِنَفْسِهِ مِنْ قَصِيدَةٍ بِمِصْرَ
(وَمُهَذَّبُ الْأَخْلَاقِ يَشْهَدُ ... لِي نَدَاهُ عَلَى ثَنَائِي)
(غَيْثٌ يُبَشِّرُ بِالْحَيَا ... مِنْ وَجْهِهِ بَرْقُ الْحَيَاءِ)
(لَا غَرْوَ إِنْ قُلْنَا سَمَا ... مَجْدًا وَأَوْسَعَ فِي الْعَطَاءِ)
(فَاللَّهُ أَخْبَرَ أَنَّ أَرْزَاقَ ... الْبَرِيَّةِ فِي السَّمَاء) // الْكَامِل //
112 - أَبُو الْعَبَّاسِ هَذَا كَانَ مِنْ أَذْكَى النَّاسِ وَالْمُتَصَرِّفِينَ فِي فُنُونٍ شَتَّى وَلَهُ رَسَائِلُ عِنْدِي شَيْءٌ مِنْهَا فِي غَايَةِ الْحُسْنِ وَشِعْرٌ فَائِقٌ مَلِيحٌ وَلَهُ تَرَسُّلٌ جَيِّدٌ وَمِنْ جُمْلَةِ مَا أَنْشَدَنِي
(لِلَّهِ آيَةُ هَذَا النَّهَارِ ... تَرْعَى الْبَرِيَّةَ رَعْيَ السَّوَامِ)
(وَمَا كَانَ يَعْرِفُ مِقْدَارَهَا ... الْخَلِيقَةُ لَوْلَا انْسِدَادُ الظَّلَامِ) // المتقارب //
113 - سَمِعت أَبَا الْعَبَّاسِ أَحْمَدَ بْنَ الْمُفَرِّجِ بْنِ أَحْمَدَ الْكَاتِبَ بِمِصْرَ يَقُولُ أَنْشَأَ اللَّهُ النِّعَمَ مِنْ مَوَادِّ عَنَاصِرِ الْكَرَمِ وَفَجَّرَ يَنَابِيعَ الْحِكَمِ مِنْ نَوَادِرِ الْكَلِمِ وَفَطَرَ عَلَى هَذَيْنِ الْمَغْنَمَيْنِ جِبِلَّةَ حِرْصِ الْأُمَمِ فَلَا يَنْفَكُّ حِرْصُ حَرِيصٍ عَنِ الْجَهْدِ فِي تَأْثِيلِ نِعَمِهِ أَوِ الْبَحْثِ عَنْ تَأْوِيلِ حِكَمِهِ وَلِذَلِكَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْهُومَانِ لَا يَشْبَعَانِ طَالِبُ عِلْمٍ وَطَالِبُ دُنْيَا
وَبِنَيْلِ هَذَيْنِ السَّبَبَيْنِ يَجْمَعُ السَّعِيدُ قُطْرَيِ الْمُرَادِ وَيَنَالُ الْبُغْيَةَ مِنْ إِصْلَاحِ الْمَعَاشِ وَالْمَعَادِ