- 347-

الحسن بن محمد بن الحسن بن حبيب أبو القاسم:

الواعظ المفسر ذكره عبد الغافر فقال: إمام عصره في معاني القرآن وعلومه، وقد صنف التفسير المشهور به، وكان أديبا نحويا عارفا بالمغازي والقصص والسير، مات في ذي القعدة سنة ست وأربعمائة وصنف في القراءات والأدب وفي عقلاء المجانين.

وكان يدرس لأهل التحقيق ويعظ العوام، وانتشر عنه بنيسابور العلم الكثير، وسارت تصانيفه في الآفاق. حدث عن الأصم وعبد الله بن الصفار وأبي الحسن الكارزي، وكان أبو إسحاق الثعلبي من خواص تلاميذه؛ وكان كرامي المذهب ثم تحول شافعيا. ومن شعره:

في علم علّام الغيوب عجائب ... فاصبر فللصبر الجميل عواقب

ومصائب الأيام إن غاديتها ... بالصّبر ردّت عنك وهي مواهب

لم يدج ليل العسر قطّ بغمة ... إلا بدا لليسر فيه كواكب

وله أيضا:

بمن يستغيث العبد إلا بربّه ... ومن للفتى عند الشدائد والكرب

ومن مالك الدنيا ومالك أهلها ... ومن كاشف البلوى على البعد والقرب

ومن يدفع الغماء وقت نزولها ... وهل ذاك إلا من فعالك يا ربي

[وجدت على حاشية الأصل المنقول منه هذا الاختيار:

إذا ضاقت بك الأسباب يوما ... فثق بالواحد الصمد العليّ

فكم لله من لطف خفيّ ... يدقّ خفا عن الفهم الذكي

وكم أمر تساء به صباحا ... فتعقبه المسرّة بالعشي

طور بواسطة نورين ميديا © 2015