وظرفا، وإلى كرم المحتد حرمة وفضلا، وكاتب حصيف، وشاعر مفلق، وسمير أنيق «1» ، وفقيه جدل، وشجاع بطل:
كرام المساعي لا يخاف جليسهم ... إذا نطق العوراء غرب لسان
إذا حدّثوا لم تخش سوء استماعهم ... وإن حدّثوا أدّوا بحسن بيان
ووضعنا الزيارة حيث لا يزري بنا كرم المزور، ولا يعاب الزور، يجدّ الأستاذ عندي كلّ يوم مكرمة وميرة، تطويان مسافة الرجاء، وتتجاوزان غايات الشكر والثناء، والبشر والدعاء، فزاد الله في تبصيره حقوق زوّاره، وتيسيري لشكر مبارّه.
قال الثعالبي «2» : ومن ملح ابن خلاد قوله:
قل لابن خلّاد إذا جئته ... مستندا في المسجد الجامع
هذا زمان ليس يحظى به ... «حدثنا الأعمش عن نافع»
وقوله وقد طولب بالخراج «3» :
يا أيها المكثر فينا الزّمجره ... ناموسه دفتره والمحبره
قد أبطل الديوان كتب السحره ... والجامعين وكتاب الجمهره
هيهات لن يعبر تلك القنطره ... نحو الكسائيّ وشعر عنتره
ودغفل وابن لسان الحمّرة ... ليس سوى المنقوشة المدوّره
ذكر السمعاني في «كتاب النسب» «4» قال: القاضي أبو محمد الحسن بن عبد الرحمن بن خلاد الرامهرمزي كان فاضلا مكثرا من الحديث، ولي القضاء ببلاد الخوز، ورحل قبل التسعين ومائتين، وكتب عن جماعة من أهل شيراز، ذكره أبو عبد الله محمد بن عبد العزيز الشيرازي القصّار في «تاريخ فارس» وقال: بلغني أنه [عاش] برامهرمز إلى قرب الستين وثلاثمائة.
15.