وأوطارك مسؤول، والجري على عادتك المأثورة وسيرتك «1» المشكورة مأمول، وأنا والله على أفضل عهدك وأحسن ظنك وأوكد ثقتك، ومشتاق إليك:

مواهب الله عندي لا يوازيها ... سعي ومجهود وسعي لا يدانيها «2»

لكنّ أقصى المدى شكري لأنعمه ... وتلك أفضل قربى عند مؤتيها

والله أسأل توفيقا لطاعته ... حتى يوافق فعلي أمره فيها

وقد أتتني أبيات مهذّبة ... ظريفة جزلة رقّت حواشيها

ضمّنتها حسن أوصاف «3» وتهنئة ... أنت المهنّى بباديها وتاليها

ودعوة صدرت عن نية خلصت ... لا شكّ فيها أجاب الله داعيها

وأنت أوثق «4» موثوق بنيّته ... وأقرب الناس من حال نرجيها

فثق بنيل المنى في كلّ منزلة ... أصبحت تعمرها عندي وتبنيها

وكتب أبو الفضل محمد بن الحسين بن العميد إلى القاضي أبي محمد الخلادي: بسم الله الرحمن الرحيم، أيها القاضي الفاضل- أطال الله بقاءك، وأدام عزك ونعماءك- من أسرّ داءه، وستر ظماءه، بعد عليه أن يبلّ من غلته، وقد غمرني منذ قرأت كتابك إلى الشريف- أيده الله- شوق استجذب نفسي واستفزّها ومدّ جوانحي وهزها، ولا شفاء إلا قربك ومجالستك، ولا دواء إلا طلعتك ومؤانستك، ولا وصول إلى ذلك إلا بزيارتك واستزارتك، فإن رأيت أن تؤثر أخفهما عليك، وتعلمني آثرهما لديك، وتقدم ما استنسبته «5» في ذلك، فعلت، فإني أراعيه أشد المراعاة، وأتطلعه في كلّ الأوقات، وأعدّ على الفوز به الساعات.

فأجابه الخلادي: بسم الله الرحمن الرحيم، قرأت التوقيع- أطال الله بقاء الأستاذ الرئيس- فشحذ الفطنة وآنس الوحدة، وألبس العزة وأفاد البهجة، وقلت كما قال رؤبة لما استزاره أبو مسلم صاحب الدعوة:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015