من عذيري من حادثات الزمان ... وجفاء الإخوان والخلان
قال: وله قصيدة في عميد الملك تفنّن فيها، وهنأه باتفاق الأضحى والمهرجان في يوم، وشكا سوء أثر الهرم وبلوغه إلى أرذل العمر:
قل للعميد عميد الملك والأدب ... اسعد بعيديك عيد الفرس والعرب
هذا يشير بشرب ابن الغمام ضحى ... وذا يشير عشيا بابنة العنب
خلائق خيّرت في كلّ صالحة ... فلو دعاها لغير الخير لم تجب
أعدن شرخ شباب لست أذكره ... بعدا وردّت عليّ العمر من كثب
فطاب لي هرمي والموت يلحظني ... لحظ المريب ولولا أنت لم يطب
فإن تمرّس بي خصم تعصّب لي ... وإن أساء إليّ الدهر أحسن بي
ومنها:
وقد بلغت الى أقصى مدى عمري ... وكلّ غربي واستأنست بالنوب
إذا تملأت من غيظ على زمني ... وجدتني نافخا في جذوة اللهب
ومنها:
وإن تمنيت عيش الدهر أجمعه ... وأن تعاين ما ولّى من الحقب
فانظر إلى سير القوم الذين مضوا ... والحظ كتابتهم من باطن الكتب
تجد تفاوتهم في الفضل مختلفا ... وإن تقاربت الأحوال في النسب
هذا كتاج على رأس يعظّمه ... وذاك كالشعر الجافي على الذنب
قال المؤلف: وكان مسكويه مجوسيا وأسلم، وكان عارفا بعلوم الأوائل معرفة جيدة، وله في ذلك: كتاب الفوز الأكبر. كتاب الفوز الأصغر. وصنف كتاب تجارب الأمم في التاريخ «1» ، ابتداؤه من بعد الطوفان وانتهاؤه إلى سنة تسع وستين وثلاثمائة.
وله كتاب أنس الفريد، وهو مجموع يتضمن أخبارا وأشعارا وحكما وأمثالا غير مبوب.