قرطبة يقال له فحص البلوط، ولي قضاء الجماعة بقرطبة في حياة الحكم المستنصر، وذكر له قصة استحسنتها فأثبتها هاهنا إذ لم أجعل له ترجمة [1] لأنه لم يذكره بالتصنيف في الأدب فقال: كان الحكم المستنصر مشغوفا بأبي علي القالي يؤهله لكلّ مهمّ في بابه، فلما ورد رسول ملك الروم أمره عند دخول الرسول الحضرة أن يقوم خطيبا بما كانت العادة جارية به، فلما كان في ذلك الوقت وشاهد أبو علي الجمع وعاين الحفل جبن ولم تحمله رجلاه ولا ساعده لسانه، وفطن له أبو الحكم منذر بن سعيد القاضي، فوثب وقام مقامه وارتجل خطبة بليغة على غير أهبة، وأنشد لنفسه في آخرها:
هذا المقال الذي ما عابه فند ... لكنّ صاحبه أزرى به البلد
لو كنت فيهم غريبا كنت مطّرفا ... لكنني منهم فاغتالني النكد
لولا الخلافة أبقى الله بهجتها ... ما كنت أبقى بأرض ما بها أحد
واتفق الجمع على استحسانه وجمال استدراكه، وصلّب العلج وقال: هذا كبش رجال الدولة، ثم ذكر قصته مع ابن النحاس بعينها.
- 161-
: حسن الأدب، من أفاضل الكتاب، صنف الكتب ولقي الأدباء وله: كتاب امتحان الكتاب وديوان ذوي الالباب. كتاب شحذ الفطنة. كتاب الرسائل، ذكره محمد بن إسحاق.
- 162-
: أظنه من عسكر مكرم لأنه اعتنى بشرح مختصر محمد بن علي بن إسماعيل المبرمان، ثم قرأت في بعض المجموعات: تقدّم رجلان إلى القاضي أبي أحمد ابن أبي علان رحمه الله، فادّعى