يقول-، وذكر المصدر الذي ينقل عنه إن بعد زمان المترجم به، فأما المعاصرون الذين لقيهم أو لقي من لقيهم فإنه يستقصي في السؤال عن أحوالهم فالايجاز لا يلحق إلا السند، فأمّا في رواية الأخبار فإن الإسهاب في النقل هو القاعدة، مهما تطل الترجمة، وقد أطنب ياقوت في بعض التراجم مثل ترجمة الصاحب بن عباد، وأبي حيان التوحيدي وأبي الفتح ابن العميد والوزير المهلبي والطبري والشافعي وغيرهم.

وفي بعض الأحيان يتوقف ياقوت ليورد العلة في ذكره لأحد الأدباء مع أنه اشتهر بالشعر مثل ابن بسام البغدادي فيقول: «وكان الغالب على ابن بسام الشعر، ومن حقه أن يذكر مع الشعراء، وإنما حملنا على ذكره هاهنا رسائله وما له من التصانيف» (ثم يذكرها) «1» ، وقد يخفى على القارىء السبب الذي حداه إلى إيراد ترجمة أحدهم مثل ابن الخاضبة، فيوضح ذلك بقوله: «قال مؤلف الكتاب: إنما ذكرت ابن الخاضبة في كتابي هذا وإن لم يكن ممن اشتهر بالأدب لأشياء منها: أنه كان قارئا ورّاقا، وله حكايات ممتعة، ولم يكن بالعاري من الأدب بالكلية» «2» ، وإذا تشكك أحد في ذكر يحيى بن خالد البرمكي في الأدباء، دافع ياقوت عن ذلك بقوله: «وإنما دخل في شرط كتابنا من جهة بلاغته وتقدمه على أكثر أهل عصره في الإنشاء والكتابة، وما صدر عنه من الحكم والأقوال التي تداولها الرواة وملئت بها الدفاتر» «3» .

3- ترتيب الكتاب:

وقد بنى ياقوت ترتيب التراجم على حسب حروف الهجاء، بدقة، أي ملتزما أول حرف من الاسم وثانيه وثالثه ورابعه، ثم يلتزم ذلك في الآباء، ومع ذلك فإن ما بين أيدينا من معجم الأدباء مضطرب وبخاصة في حرف الألف، ولم أحاول أن أعيده إلى ترتيبه الذي اختاره المؤلف خوفا من اضطراب التراجم وتداخلها بالنقل من مكان إلى آخر.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015