حلب، وما جدده فيها الملك الظاهر غازي «1» ، وفي وصفه حاضر حلب يقول:
والذي شاهدناه نحن من حاضر حلب أنها محلة كبيرة بين بنائها وسور المدينة رمية سهم من جهة القبلة والغرب، وأكثر سكانها تركمان مستعربة من أولاد الأجناد، وبها جامع حسن مفرد تقام فيه الخطبة والجمعة والأسواق الكثيرة من كل ما يطلب، ولها وال يستقل بها «2» .
وقد حصر القفطي نشاط ياقوت أثناء الفترة الحلبية في الأمور التالية:
(1) نسخ الكتب للبيع.
(2) تصنيف كتابين صغيرين في النحو، خلط فيهما الغث بالسمين، وقد نصحه القفطي بعدم نشر الكتابين وبيّن له مواضع الخطأ فيهما فما أصغى إلى نصحه.
(3) اشترى خاما وسافر به إلى مصر فربح ربحا قريبا، وعاد بمعمول مصر فأربح فيه أيضا.
ولكن القفطي يصمت عن أشياء أخرى، إذ تمكن ياقوت عند عودته إلى حلب من العمل في المعجمين معا: معجم الأدباء ومعجم البلدان، والثاني منهما مطرز في المقدمة باسم ابن يوسف أي القفطي «علقت بحبل من حبال ابن يوسف ... » «3» وقد انتهى منه في 20 صفر 621 «4» قال: «ثم اهديت هذه النسخة بخطي إلى خزانة مولانا الصاحب الكبير، العالم الجليل الخطير ... القاضي جمال الدين الأكرم» «5» . ترى لماذا أغفل القاضي ذكر معجم البلدان ومعجم الأدباء وغيرهما من مؤلفات ياقوت؟
ألأنّ كتابه مقصور على النحاة ومؤلفاتهم في النحو واللغة؟ ولكن عند الاختبار يبدو أن هذا شيء واه لا ثبات له، فإنه حين ترجم لعلي بن الحسين الاصفهاني ذكر كتابه الأغاني وكتبه الأخرى التي لا تربطها علاقة بالنحو واللغة. إننا إذا أحسنّا الظن بالقفطي