وأدمعي تجري ولا ينثني ... كدمعها المنسبل الهامل
وزفرتي ترقا كما ترتقي ... زفرتها شوقا إلى قاتلي
والجسم مني محرق ذابل ... كقلبها المحترق الذابل
والنار من قلبي ومن قلبها ... تذيب جسمينا ولا تاتلي.
الأخفش الأكبر أبو الخطاب، مولى قيس بن ثعلبة: إمام في العربية، لقي الأعراب وأخذ عنهم وعن أبي عمرو بن العلاء وطبقته، وأخذ عنه أبو عبيدة وسيبويه والكسائي ويونس، وكان دينا ورعا ثقة.
قال المرزباني: هو أول من فسر الشعر تحت كل بيت، وما كان الناس يعرفون ذلك قبله، وإنما كانوا إذا فرغوا من القصيدة فسروها. وله ألفاظ لغوية انفرد ينقلها عن العرب.
قدم مدينة السلام سنة أربع عشرة وثلاثمائة. وكان ذكيا حسن الفهم ثاقب الفطنة، صانعا للكلام مقتدرا عليه قيّما به؛ وتوفي سنة احدى وعشرين وثلاثمائة.