المسكر، وقراءة حمزة، وفقه أبي حنيفة.
وكان ابن حمزة مهدي [يقول] : لو صليت خلف من يقرأ بقراءة حمزة لأعدت الصلاة.
وقال أبو حاتم: سألت عن حمزة أبا زيد والأصمعي ويعقوب الحضرمي وغيرهم من العلماء، فأجمعوا على أنه لم يكن شيئا، ولم يكن يعرف كلام العرب ولا النحو، ولا كان يدعي ذلك، وكان يلحن في القرآن ولا يعقله، يقول: وما أنتم بمصرخيّ (بكسر الياء الشديدة) وليس ذلك من كلام العرب.
وكثير من القراء يفضلون حمزة، وكان الأعمش يثني عليه؛ قيل إن الجن كانت تقرأ على حمزة، وذكروا في ذلك حكايات أقربها أنه قال: كنت بحلوان فبينا أنا ذات ليلة أقرأ إذ سمعت هاتفا يقول: ناشدتك الله يا أبا عمارة إلا أنصت إليّ حتى أقرأ عليك، فقرأ علي سورة النجم، فو الله ما عدلت قراءته قراءتي، فلما فرغ قلت: من أنت يرحمك الله؟ فقال: أنا وردان، رجل من الجن، كنت آتيك بالكوفة فأجلس عن يمينك فأتعلم.
صاحب الفراء: أخذ عن ثعلب، وكان ثقة عالما حافظا. وسلمة هذا هو والد المفضل بن سلمة النحوي.
وقيل: رؤي سلمة بن عاصم النحوي ومعه شعر العباس بن الأحنف فعجب منه وقيل له: مثلك- أعزك الله- يحمل هذا؟! فقال: ألا أحمل شعر من يقول:
أسأت إذ أحسنت ظني بكم ... والحزم سوء الظنّ بالناس
يقلقني شوقي فآتيكم ... والقلب مملوء من الياس
وقال الكسائي: كان في أبي محمد سلمة دعابة: سألته يوما عن شيء، فقال لي:
على السقيط خبرت، يريد على الخبير سقطت. له من الكتب: كتاب معاني القرآن. كتاب غريب الحديث. كتاب الملوك في النحو.