ركبت طرفي فأذرى دمعه أسفا ... عند انصرافي منهم مضمر الياس

وقال حتام تؤذيني فإن سنحت ... حوائج لك فاركبني إلى الناس

وحدث أبو سعد السمعاني عن أبي علي أحمد بن سعيد العجلي المعروف بالبديع قال: سمعت الأبيوردي يقول في دعائه: اللهم ملكني مشارق الأرض ومغاربها، فقلت له: أي شيء هذا الدعاء؟ فكتب إليّ بهذه الأبيات «1» :

يعيّرني أخو عجل إبائي ... على عدمي وتيهي واختيالي

ويعلم أنني فرط لحيّ ... حموا خطط المعالي بالعوالي

فلست لحاصن إن لم أزرها ... على نهل شبا الأسل الطوال

وإن بلغ الرجال مداي فيما ... أحاوله فلست من الرجال

قال أبو علي العجلي: وكنت يوما متكسرا فأردت أن أقوم فعضدني الأبيوردي وعاونني على القيام، ثم قال: أمويا يعضد عجليا، كفى بذلك شرفا.

وقد ولي الأبيوردي خزن خزانة دار الكتب بالنظامية التي ببغداد بعد القاضي أبي يوسف يعقوب بن سليمان الاسفرائني، وكانت وفاة الاسفرائني هذا في رمضان سنة ثمان وتسعين وأربعمائة وكان أبو يوسف الاسفرائني أيضا شاعرا أديبا، وهو القائل في بهاء الدولة منصور بن مزيد صاحب حلة بني مزيد:

أيا شجرات النيل من يضمن القرى ... إذا لم يكن جار الفرات ابن مزيد

إذا غاب منصور فلا النور ساطع ... ولا الصبح بسّام ولا النجم مهتدي

وحدث العماد محمد بن حامد الأصبهاني في «كتاب خريدة القصر» [أن] الأبيوردي تولى في آخر عمره إشراف مملكة السلطان محمد بن ملكشاه، فسقوه السم وهو واقف عند سرير السلطان، فخانته رجلاه فسقط وحمل إلى منزله، فقال «2» :

وقفنا بحيث العدل مدّ رواقه ... وخيّم في أرجائه الجود والباس

طور بواسطة نورين ميديا © 2015