سمعت أبا بكر ابن الخاضبة يحكي هذه الحكاية عن مؤدبّه أبي طالب المعروف بابن الدلو كان يسكن بنهر طابق وكان رجلا صالحا، وحكى عنه حكايات أخر أيضا في إجابة الدعاء، ولم يحكها ابن الخاضبة عن نفسه، فذهب على أبي المناقب ولم يكن ضابطا، كان متساهلا في الرواية.
قال مؤلف هذا الكتاب: وهذه حكاية على ما يرى من الاستحالة، وقد أوردتها أنا لثقة موردها وتحريه في الرواية، فان صحّت فقد فزت بحظّ من العجب، والا فاجعلها كالسمر تستمتع به.
قال السمعاني: وأنشدني أبو صالح عبد الصمد بن عبد الرحمن الحنوي، أنشدنا محمد بن أحمد بن عبد الباقي الدقاق، أنشدنا أبو علي إسماعيل بن قلية ببيت المقدس:
كتبت إليك إليّ الكتاب ... وأودعته منك حسن الخطاب
لتقرأه أنت لا بل أنا ... وينفذ مني إليّ الجواب
قال مؤلف الكتاب: إنما ذكرت ابن الخاضبة في كتابي هذا وان لم يكن ممن اشتهر بالأدب لأشياء منها أنه كان قارئا ورّاقا، وله حكايات ممتعة، ولم يكن بالعاري من الأدب بالكلية.
[986]
أبو نصر المروزي: من أهل مرو، صاحب أبي الحسين الدهان، مات فيما ذكره السمعاني في «المذيل» عن ابنه عبد الرحمن الكركانجي قال: توفي الإمام الوالد في ثاني عشر ذي الحجة سنة أربع وثمانين وأربعمائة، وهو ابن نيف وتسعين سنة. ومولده في حدود سنة تسعين وثلاثمائة بمرو.