والوجل، فأغلق باب داره عليه، فأخرج وقتل واحرق على سبيل الغلط، قضاء الله ليس له مردّ. ومن منظومه:
دعاك الربيع وأيامه ... ألا فاستمع قول داع نصوح
يقول اشرب الراح وردية ... ففي الراح يا صاح روح وروح
وغنّى البلابل عند الصباح ... لأهل الشراب: الصبوح الصبوح
قال ومن تصانيفه: كتاب في التصريف مجدول. كتاب في النحو. كتاب في المخروطات والهندسة وغير ذلك.
[985]
بن إبراهيم الدقاق أبو بكر المعروف بابن الخاضبة الحافظ العالم: مات فيما نقلت من «المذيل» بخط أبي سعد السمعاني في شهر ربيع الأول سنة تسع وثمانين وأربعمائة ودفن بمقبرة الأجمة المتصلة بباب أبرز.
قال أبو سعد: وكان حافظا فهما درس القرآن وتفقه زمانا وقرأ الحديث فأكثر، وكان مفيد بغداد والمشار إليه في القراءة الصحيحة والنقل المستقيم، وكان مع ذلك صالحا ورعا دينا خيرا، سمع بمكة والشام والعراق، وأكثر ببغداد عن أبي بكر أحمد بن علي الخطيب وأصحاب أبي طاهر المخلص وأبي حفص الكتاني وعيسى بن علي الوزير وطبقتهم، وأدركته المنية قبل وقت الرواية. سمع منه جماعة من مشايخنا، وسمعوا بقراءته وإفادته الكثير، ورأيتهم مجمعين على الثناء عليه والمدح له:
والناس أكيس من أن يمدحوا رجلا ... حتى يروا عنده آثار إحسان
قال السمعاني: سمعت أبا العلاء أحمد بن محمد بن الفضل الحافظ، ذكر أبو