فهكذا الفلك العلويّ أنجمه ... تقدّم الثور فيها رتبة الأسد

وله:

لما بدا يفتن الألباب رؤيته ... أبديت من حبه ما كنت أخفيه

وبان عذري لعذّالي فكلهم ... إليّ معتذر من عذله فيه

لكن سكرت براح من لواحظه ... فما أفقت بغير الراح من فيه

قال وقد سئل ابن بشران إجازة هذا البيت:

ليس يخفى عليك وجدي عليكا ... واشتكائي شوقي إليك إليكا

فقال:

ونزول المشيب قبل أوان الش ... يب في عارضيّ من عارضيكا

وحياتي لديك في قبضة الأس ... د فكن حافظا حياتي لديكا

وعليك اعتمدت في حفظ عهدي ... فارع لي حرمة اعتمادي عليكا

ناظري ناظر إلى جنة من ... ك وقلبي في النار من ناظريكا

نقلت من خط خميس الحوزي قال، قال قاضي القضاة أبو الفرج محمد بن عبيد الله بن الحسن قاضي البصرة، قال: اجتمعت مع أبي غالب ابن بشران في جمادى الأولى سنة ستين وأربعمائة بواسط، فسألته أولا عن سبب تجنبه الانتساب إلى ابن بشران وهو به مشهور فقال: هو جدّي لأمي، وهو ابن عم ابن بشران المحدث الذي كان ببغداد، فسألته عن مولده فقال: مولدي في سنة ثمانين وثلاثمائة.

قال الحافظ أبو طاهر أحمد بن محمد بن سلفة: وسألته- يعني خميس بن علي الحوزي أبا الكرم عن أبي غالب النحوي فقال: هو محمد بن أحمد بن سهل، يعرف بابن الخالة، أصله من نهر سابس، ينسب إلى خاله ابن بشران، وكان أحد الأعيان قدم واسط فجالس ابن الجلاب وابن دينار وتخصص بابن كروان وقرأ عليه «كتاب سيبويه» ولازم حلقة أبي إسحاق الرفاعي صاحب السيرافي. وكان يقول: قرأت عليه من أشعار العرب ألف ديوان. وكان مكثرا حسن المحاضرة مليح العارضة إلا انه لم ينتفع به أحد بواسط ولم يبرع به أحد في الأدب، وكان جيد الشعر مع ذلك، رأينا في

طور بواسطة نورين ميديا © 2015