فإذا تحيّف ماله إعطاؤه ... في يومه نهك البقية في غد
بضياء سنّته المكارم تهتدي ... وبجود راحته السحائب تقتدي
مقدار ما بيني وما بين الغنى ... مقدار ما بيني وبين المربد
وقال الثعالبي: وأما شعره فقليل كثير الحلاوة يكاد يقطر منه ماء الظّرف، وفيه يقول اللحام «1» :
إن المفجّع فالعنوه بزيت «2» ... نغل يدين ببغض أهل البيت
يهوى العلوق وإنما يهواهم ... بمؤخر حيّ وقلب ميت
ومن شعره ويروى لابن لنكك «3» :
لنا سراج نوره ظلمة ... ليس له ظلّ على الأرض
كأنه شخص الإمام الذي ... يبغي الهدى منه أولو الرفض
وللمفجع تصانيف منها: كتاب الترجمان في الشعر ومعانيه يشتمل على ثلاثة عشر حدا وهي: حدّ الاعراب. حدّ المديح. حد البخل. حد الحلم والرأي. حد الغزل. حد المال. حد الاغتراب. حد المطايا. حد الخطوب. حد النبات. حد الحيوان. حد الهجاء. حد اللغز، وهو آخر الكتاب. وله أيضا كتاب المنقذ في الإيمان، يشبه «كتاب الملاحن» لابن دريد إلا أنه أكبر منه وأجود وأتقن. كتاب أشعار الجواري لم يتم. كتاب عرائس المجالس. كتاب غريب شعر زيد الخيل الطائي. كتاب قصيدته في أهل البيت. ذكره أبو جعفر في مصنفي الإمامية.
ومما أنشده الثعالبي له في غلام يكنى أبا سعد «4» :
زفرات تعتادني عند ذكرا ... ك وذكراك ما تريم فؤادي
وسروري قد غاب عني مذ غب ... ت فهل كنتما على ميعاد
حاربتني الأيام فيك أبا سع ... د بسيف الهوى وسهم البعاد