أخذ الله لابن عفان منه ... ولشيخيه والزبير وطلحه

فلما سمعت ربيعة بذلك قصدت دار المفجع فهرب منها.

ومن شعر المفجع «1» :

لي أير أراحني الله منه ... صار حزني به عريضا طويلا

نام إذ زارني الحبيب عنادا ... ولعهدي به ينيك الرسولا

حسبت زورة عليّ لحيني ... وافترقنا وما شفيت غليلا

ووجدت له أيضا فيما رواه الحميدي:

لنا صديق مليح الوجه مقتبل ... وليس في وده نفع ولا بركه

شبهته بنهار الصيف يوسعنا ... طولا ويمنع منّا النوم والحركه

وقد هجاه بعض الشعراء فقال «2» :

إنّ المفجع ويله ... شرّ الأوائل والأواخر

ومن النوادر أنه ... يملي على الناس النوادر

كأنه من قول أبي تمام:

وما لك بالغريب يد ولكن ... تعاطيك الغريب من الغريب

قال المرزباني: لقب بالمفجع ببيت قاله، وهو شاعر مكثر عالم أديب، مات قبل الثلاثين وثلاثمائة. قال: وهو القائل في أبي الحسن محمد بن عبد الوهاب الزينبي الهاشمي يمدحه «3» :

للزينبيّ على جلالة قدره ... خلق كطعم الماء غير مزنّد

وشهامة تقصي الليوث إذا سطا ... وندى يغرّق كلّ بحر مزبد

يحتلّ بيتا في ذؤابة هاشم ... طالت دعائمه محلّ الفرقد

حرّ يروح المستميح ويغتدي ... بمواهب منه تروح وتغتدي

طور بواسطة نورين ميديا © 2015