حدث ابن دريد ما يرفعه إلى ابن الكلبي عن أبيه قال [1] : كنت يوما عند الشرقي ابن القطامي، فقال: من يعرف منكم أسد بن عبد مناف بن شيبة بن عمرو بن المغيرة بن زيد، وهو من أشرف الناس بعد رسول الله صلّى الله عليه وسلم؟ فقالوا: ما نعرفه. فقال: هو علي بن أبي طالب. كانت أمه سمته أسدا، وأبوه غائب لما ولدته، واسم أبي طالب عبد مناف، واسم عبد المطلب شيبة، واسم هاشم عمرو، واسم عبد مناف المغيرة، واسم قصي زيد.

قال الشرقي: دخلت على المنصور فقال لي: يا شرقي، علام يزار المرء؟

فقلت: يا أمير المؤمنين على خلال أربع: على معروف سلف أو مثله يؤتنف أو قديم شرف أو علم مطرف. قال غيره: فما وراء ذلك فولوع وكلف.

ومن مسند الشرقي [2] ما رواه عن ابن عباس أن عبد الله بن رواحة الأنصاري أتى رسول الله صلّى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، إني أتيت جارية لي في بعض الليل وإن صاحبتي انتبهت، فأحسّت بذلك، فبكتتني، فجحدت ذلك. فقالت: إن كنت صادقا فاقرأ آيات من القرآن، فأنشأت أقول:

وفينا رسول الله يتلو كتابه ... كما لاح معروف من الصبح ساطع [3]

تراه يجافي جنبه عن فراشه ... إذا وطّئت بالمشركين المضاجع

أغرّ وهوب ماجد متكرّم ... رحيم حليم واضح اللون ناصع

أرانا الهدى بعد العمى فقلوبنا ... به موقنات أن ما قال واقع

وأعلم علما ليس بالظن أنني ... إلى الله محشور هناك وراجع

قال، فضحك رسول الله صلّى الله عليه وسلم، حتى ردّ يده على فيه، ثم قال: لعمري هذا من معاريض الكلام، فما قالت لك؟ قال: قالت لي: أما إذ قرأت القرآن فإني أتهم بصري وأصدق كتاب الله. فقال رسول الله، صلّى الله عليه وسلم: لقد وجدتها ذات فقه في الدين.

حدث المرزباني بإسناد عن الشرقي قال: أرسل لي أمير المؤمنين المنصور

طور بواسطة نورين ميديا © 2015