حدث شبيل الضبعي قال: سمعت أبا حمزة قال، قلت لابن عباس: أأقصر إلى الأبلّة؟ قال: تجيء من يومك؟ قلت: نعم. قال: لا تقصر.
وحدث شبيل قال: انطلقنا إلى أنس بن مالك ونحن أغيلمة فسمعته يحدث أن رسول الله صلّى الله عليه وسلم قال: «مثل الجليس الصالح مثل العطار إن لم يعطك من طيبه أصبت من ريحه، ومثل الجليس السوء مثل القين إن لم يحرقك أصابك من ريحه» .
حدث الأصمعي قال [1] : كنت في مجلس أبي عمرو بن العلاء فجاءه شبيل بن عزرة الضبعي فلما دخل عليه رفعه أبو عمرو، وألقى له لبد بغلته، فلما جلس قال:
ألا تعجبون لرؤبتكم هذا، يعني رؤبة بن العجّاج. سألته عن اشتقاق اسمه فلم يدر ما هو، فوثب يونس بن حبيب النحوي حتى جلس بين يدي شبيل، وكان يونس شديد التعصّب لرؤبة، فقال له: لعلك تظن أن معد بن عدنان كان أفصح من رؤبة، أنا غلام رؤبة، فما الروبة والروبة والروبة والروبة والرؤبة، الخامسة مهموزة فقط؟
فغضب شبيل بن عزرة وقام، فقال أبو عمرو ليونس: ما أردت بهذا رجل شريف قصدنا في مجلسنا فرددت عليه قوله وأحفظته، فقال يونس: ما تمالكت إذ ذكر رؤبة أن قلت ما قلت. ثم فسّر يونس فقال: الروبة الحاجة. والروبة جمام الفحل، يقال أعطني روبة فحلك، والروبة القطعة من الليل، والروبة القطعة من اللبن الحامض يروب به الحليب، والروبة النوم، وفلان لا يقوم بروبته أي بما هو فيه. الرؤبة بالهمزة القطعة من الخشب يربّ بها القعب، وبها سمّي الرجل.
وقد حكي أن رؤبة قال لشبيل: والله ما أدري لأيّها سماني، فهذا الذي عناه شبيل لم يدر ما اسمه.
وقد روي أن يونس قال لرؤبة: لم أسماك أبوك رؤبة، أبرؤبة الليل أم بروبة الفرس أم بروبة القدح أم روبة اللبن؟ فهذا يدل على صحة قول شبيل في رؤبة.
قرأت بخط أبي إسحاق ابراهيم بن محمد الطبري المعروف بتوزون ما يرفعه إلى شبيل الضبعي أنه أنشد للمتلمس، وكان عالما بالمتلمس لأنهما من ضبيعة: