استعارة تخييلية، لأنه قد استعير للمشبه ذلك الأمر المختص بالمشبه به، وبه يكون كمال المشبه وقوامه في وجه الشبه، لتخيل أن المشبَّه من جنس المشبه به.
ومن أمثلة ذلك: (الذين ينقضُونَ عَهْدَ اللَهِ مِنْ بعْدِ ميثاقِه) .
شبه العهد بالحبل، وأضمر في النفس، فلم يصرح بشيء من أركان التشبيه
سوى العهد المشبه، ودل عليه بإثبات النقيض الذي هو من خواص المشبه به، وهو الحبل.
وكذا ة (واشتعل الرأسُ شَيْبا) .
طوى ذكر المشبه به وهو النار، ودل عليه بلازمه وهو الاشتعال.
(فَأَذَاقَهَا اللَّهُ) .
شبه ما يدرك من أثر الضر والألم بما يدرك من طعم المر فأوقع
عليه الإذاقة.
(ختم اللهُ على قلوبهم) .
شبهها في ألا تقبل الحق بالشيء الموثوق المختوم، ثم أثبت لها الختم.
(جِدَاراً يُريدُ أنْ ينْقَضَّ) .
شبه ميلانه للسقوط بانحراف الحي، فأثبت له الإرادة التي هي
من خواص العقلاء.
ومن التصريحية آية: (مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ) .
(مَنْ بعثَنَا مِنْ مَرْقَدِنا) .
وتنقسم باعتبار آخر إلى وفاقية، بأن يكون اجتماعهما في شيء ممكناً، نحو:
(أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ) ، أي ضالاً فهديناه.
استعير الإحياء من جعل الشيء حياً - للهداية التي هي الدلالة على ما يوصل إلى المطلوب، والإحياء والهداية مما يمكن اجتماعهما في شيء.
وعنادية، وهي ما لا يمكن اجتماعهما في شيء، كاستعارة اسم المعدوم
للموجود لعدم نفعه، واجتماع الوجود والعدم في شيء ممتنع.
ومن العنادية التهكمية والتمليحية، وهما ما استعمل في ضد أو نقيض، نحو: (فبَشِّرْهُم بعذابٍ أليم) ، أي أنذرهم.
استُعيرت البشارة وهي في الإخبار بما يسر للإنذار الذي هو ضده بإدخاله في جنسها على سبيل التهكم والاستهزاء، ونحو: (إنَّكَ لأنْتَ الحَلِيمُ الرَّشِيد) .
عنوا الغوى السفيه تهكماً.
(ذُقْ إنكَ أنْتَ العزيزُ الكريم) .