قال ابن سيده: ولا يكون الفعل معها إلا مستقبلا، ورُدَّ بقوله: (فهَلْ
وجدْتُم ما وَعَد رَبُّكم حَقَّا) .
وترد بمعنى " قد "، وبه فُسر: (هَلْ أتى على الإنسان) .
وبمعنى النفي، نحو: (هل جزاء الإحسان إلا الإحسان) .
وقد قدمنا في معاني الاستفهام مباحث غير هذَا.
دعاء إلى الشيء، وفيه قولان:
أحدهما أن أصله " ها ولمّ " من قولك: لممتُ الشيء، أي أصلحته.
فحذفت الألف وركب.
وقيل أصله هل أم، كأنه قيل: هل لك في كذا، أمَّه.
أي اقصده فركَّبا.
ولغة الحجاز تركه على حاله في التثنية والجمع، وبها ورد
القرآن، ولغة تميم إلحاقه العلامة.
اسم ئشار به للمكان القريب، نحو: (إنا ها هنا قَاعِدون) .
وتدخل عليه اللام والكاف فيكون للبعيد، نحو: (هنالِكَ ابْتُلِي المؤمنون) ، وقد يُشارُ به للزمان اتساعاً، وخُرِّج عليه: (هنَالكَ تبْلو كلَّ نفس ما أسلفَتْ) .
(هنالك دَعَا زَكَريا رَبَّه) .
اسم فعل بمعنى أسرع وبادِرْ، قاله في المحتسب.
اسم فعل بمعنى بَعُد، قال تعالى: (هيهات هيهات لما توعَدون) ، البعْد لما توعدون، قاله الزجاج.
وقيل: وهذا غلط أوقعه فيه اللام، فإن تقديره بَعد الأمر لما توعدون، أي لأجله.
وأحسن منه أن اللام لتبيين الفاعل، وفيها لغات، قرئ منها بالفتح، وبالضم
وبالخفض مع التنوين في الثلاثة وعدمه.