هذه المرحلة بدأت في سنة 51 هـ حيث حصل في هذه السنة تدهور مفاجئ في علاقة حجر بن عدي مع زياد بن أبيه والي العراق، وقد ذكرت المصادر سببين في سبب تدهور هذه العلاقة:
أـ ما ذكر من إقدام المغيرة بن شعبة على الثناء على عثمان والترحم عليه، وذم علي بن أبي طالب، وإقدام حجر بن عدي على مدح علي بن أبي طالب، وذم عثمان بن عفان، وسكوت المغيرة عن حجر بن عدي، فلما مات المغيرة بن شعبة وتولى زياد بن أبيه، قال زياد في عثمان
بن عفان وعلي بن أبي طالب مثلما كان يقول المغيرة، فقام حجر بن عدي وقال فيهما مثلما كان يقول المغيرة، فكان ذلك سبب ابتداء المواجهة بين حجر وزياد (?).
ب ـ ما ذُكر من إطالة زياد الخطبة، وتأخير الصلاة، وقيام حجر بإنكار ذلك على زياد، فكان هذا سبب ابتداء المواجهة بينهما (?) وهذان السببان يكدرهما ما يلي:
* ـ أن سياسة المغيرة رضي الله عنه مع أهل الكوفة اتسمت بالعفو والصفح، وليس بإثارة الأحقادوالإحن، والحجة في ذلك ما أخرجه البخاري من طريق زياد بن علاقة قال: سمعت جرير بن عبد الله يقول يوم مات المغيرة بن شعبة، قام فحمد الله وأثني عليه وقال: عليكم باتقاء الله وحده لا شريك له، والوقار والسكينة حتى يأتيكم أمير، فإنما يأتيكم الآن ثم قال: ((استغفروا لأميركم، فإنه كان يحب العفو (?). ثم قال: أما بعد فإني أتيت النبي صلى الله عليه وسلم قلت: أبايعك على الإسلام، فشرط عليّ: النصح لكل مسلم. فبايعته على هذا، ورب هذا المسجد إني لناصح لكم (?)، ثم استغفر ونزل (?).