الحديث عن رسول الله إلا بمناسبة اقتضته فقد ورد أنه دخل على عبد الله بن الزبير وابن عامر، فقام ابن عامر له، ولم يقم ابن الزبير، فقال معاوية: مَهْ. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أحب أن يَمثُل له عباد الله قياماً، فليتبوّأ مقعده من النار (?). وعن مجاهد وعطاء عن ابن عباس: أن معاوية أخبره أن رسول الله قصر من شعره ـ أي في العمرة ـ بمِشْقَص، فقلنا لابن عباس: ما بلغنا هذا إلا عن معاوية. فقال: ما كان معاوية على رسول الله متّهماً (?)، وكان رضي الله عنه يهتم بمذاكرة العلم ويحرص عليه، فعن عبد الله بن الحارث قال: دخلت مع ابن عباس على معاوية فأجلسه على السرير، وفي تلك القصة سأله معاوية عن مسألة فقهية، وكان رضي الله عنه يعلم الناس ويحثهم على سؤاله والاستفادة من علمه، فقد خطب يوم جمعة وقال: أيها الناس أعقلوا قولي، فلن تجدوا أعلم بأمور الدنيا والآخرة مني، أقيموا وجوهكم وصفوفكم في الصلاة فلتقيمن وجوهكم وصفوفكم أو ليخالفن الله بين قلوبكم، خذوا على أيدي سفهائكم أو ليسلطنهم الله عليكم، فليسومنكم سوء العذاب، تصدقوا لا يقولنَّ الرجل: إني مقلُّ.

فإن صدقة المقلِّ أفضل من صدقة الغنى، إياكم وقذف المحصنات، وأن يقول الرجل: سمعت: وبلغني فلو قذف أحدكم امرأة على عهد نوح لسُئل عنها يوم القيامة (?). وكان رضي الله عنه حريصاً على متابعة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فعندما دخل مكة سأل ابن عمر أين صلى رسول الله؟ فقال: اجعل بينك وبين الجدار ذراعين أو ثلاثة (?) وله اجتهاد في تعيين ليلة

القدر، فقد روى ابن أبي شيبة بإسناد صحيح عن معاوية قال: ليلة القدر ليلة ثلاث وعشرين (?)، وكان يعترف بالحجة والبرهان لغيره، فعن ابن عباس أنه طاف مع معاوية وكان معاوية يستلم الأركان بالبيت، فقال له ابن عباس رضي الله عنهما: إنه لا يستلم هذان الركنان. فقال: ليس شيء من البيت مهجوراً (?) وجاء في رواية: فقال له ابن عباس ((لقد كان لكم في رسول الله أُسوة حسنة)) (الأحزاب، آية: 21) فقال معاوية: صدقت (?)، ومن الأحكام التي قضاها

طور بواسطة نورين ميديا © 2015