وكان رضي الله عنه يكاتب أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم ليتعلم منهم ما سمعوه من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فعن وراد مولى المغيرة بن شعبة قال: كتب معاوية إلى المغيرة: أكتب إلي ما سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول خلف الصلاة، فأملى علي المغيرة، قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول خلف الصلاة: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، اللهم لا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجد منك الجد. وقال ابن جريج أخبرني عدة أن وراداً أخبره بهذا. ثم وفدت بعد إلى معاوية فسمعته يأمر الناس بذلك القول (?)، وكان رضي الله عنه حريصاً على اتباع السنة النبوية، فعن سعيد بن المسيب، وعن حمد بن عبد الرحمن بن عوف: أن معاوية لما قدم المدينة في آخره مقدمه قدمها، قال على منبر رسول الله صلى: أين علماؤكم يا أهل المدينة؟ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا اليوم ـ يوم عاشوراء ـ يقول: من شاء منكم أن يصومه فليصمه وفي رواية: وإني صائم، فصام الناس (?)، قال: وسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم: ينهي عن مثل هذا. وأخرج قصة من شعر من كمه،
فقال: إنما هلكت بنو إسرائيل حين اتخذها نساؤهم (?) يعني وصل المرأة شعرها بشعر آخر، وقد صح في عدد من الأحاديث لعن الواصلة والمستوصلة. وفي رواية أخرى أنه قال لهم إنكم أحدثتم أي حدث سوء نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن (الزور) (?). سماه الرسول زوراً لما فيه من التزوير والتغيرير فهنا نراه حريصاً على إحياء سنة كصوم عاشوراء الذي رأى أن الناس أهملوه، كما نراه حريصاً على إماتة بدعة ظهرت في الناس، وهي تقليد اليهوديات بوصل الشعر (?).
وروى عبد الرحمن بن هرمز الأعرج: أن العباس بن عبد الله بن عباس أنكح عبد الرحمن بن الحكم ابنته، وأنكحه عبد الرحمن ابنته، وقد جعلا ـ أي العقدين ـ صداقاً (أي كل منهما صداق الأخرى، فكتب معاوية بن أبي سفيان ـ وهو خليفة ـ إلى مروان، يأمره بالتفريق بينهما، وقال في كتابه: هذا السِّفار الذي نهى عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم (?)، فهو يراعي إقامة السنة في حياة الناس في الأمور كلها، أمور الفرد، وأمور الأسرة، وأمور الجماعة، (?)، وكان رضي الله عنه لا يروي