قال أبو منصور: قَوَّى قراءة يعقوب ما حَدثنا محمد بن إسحاق عن
الصَّغاني عن أبي عبيد عن يزيد بن هارون عن جرير بن حازم عن أبي إسحاق
قال: سمعت البرَاء بن عازب يقرأ (يَسَّاقط) .
ورُوي عن مَسْروق مثله.
قال أبو منصور: وقوله (يَسَّاقط) الأصل فيه: يتَساقط، المعنى: يَساقط
الرطب جَنِيًّا.
وَمَنْ قَرَأَ (تَسَاقط) بفتح التاء مخففة ذهب به إلى النخلة، وكان
في الأصل: تتساقط.
قال الفراء: انتصاب قوله (رُطبا) على التمييز المُحَوَّل، كأن الفعل كان للرطب، فلما حُوِّل إلى الجذع أو النخلة خرج قوله رُطبَا مُفَسّرًا.
وَمَنْ قَرَأَ (تَسَّاقط) بتشديد السين فإنه أدْغم إحدى التاءين في السين، ومعناه
معنى تَسَاقط.
وَمَنْ قَرَأَ (تُسَاقِط) ذهب به إلى النخلة، وَمَنْ قَرَأَ (يُساقط) ذهب
به إلى الجذع، ومعناهما يُسْقِط، ولم يقرأ به هؤلاء القراء.
وذكر أبو إسحاق عن محمد بن يزيد المبردِ أنه قال: نُصب (رُطبًا) لأنه مفعول
به، المعنى: وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ رطبا تَسَّاقَط عليكِ.
قال، وهذا وجه حَسَن، والله أعلم.
* * *
وقوله جلَّ وعزََّ: (آتَانِيَ الْكِتَابَ (35)