بالكسر، لم يختلف القراء فيه.

وقد قرأ بعض في سورة براءة (فَإِنَّ لَهُ) بالكسر، غير أن قُراء

الأمصار لما اجتمعوا على الفتح كان المختار.

* * *

(وجاء المعذرون من الأعراب ... (90) .

وقوله جلَّ وعزَّ: (وَجَاءَ الْمُعَذِّرُونَ مِنَ الْأَعْرَابِ ... (90) .

قرأ يعقوب وحده (وَجَاءَ الْمُعْذِرُونَ) ساكنة العين خفيفة.

وقرأ الباقون (وَجَاءَ الْمُعَذِّرُونَ) بتشديد الذال.

قال أبو منصور: مَنْ قَرَأَ (الْمُعْذِرُونَ) بالتخفيف فهم الذين أعذَروا،

أي: جاءوا بعذر، يقال: أعذَرَ الرجلُ، إذا جاء بعُذر ولم يُقَصر.

وَمَنْ قَرَأَ (الْمُعَذِّرُونَ) بتشديد الذال فله وجهان:

أحدهما: المتعذرون، أدغمت التاء في الذال، كأنهم يَعتَذرون، كأنَّ لهم عذر ولم يكن.

وشبيهٌ أن يكون المعنى أن يكون لهم عذر، كما قال لبيد:

إِلى الحولِ ثم اسمُ السلامِ عليكما ... ومَنْ يَبْكِ حَوْلاً كامِلاً فقد اعْتَذَرْ

المعنى فقد أُعذر، أي: جاء بعذر.

وجائز أن يكون (الْمُعَذِّرُونَ) الذين تَوَهَّمُوا أن لهم عُذرًا ولا عُذر لهم. والعرب تقول للمقَصِّر: مُعَذِّر.

والله أعلم بما أراد.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015