وقوله جلَّ وعزَّ: (عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (98) .
قرأ ابن كثير وأبو عمرو (دَائِرَةُ السُّوْءِ) بضم السين والمد،
وكذلك في سورة الفتح.
وقرأ الباقون بفتح السين في السورتين.
قال الفراء: مَنْ قَرَأَ (دَائِرَةُ السَّوْءِ) بفتح السين فإنه أراد المصدر،
من سُؤتُه سَوءًا ومَسَاءة.
ومن رفع السين جعله اسمًا كقولهم: عليهم دائرة البلاء والعذاب.
قال: ولا يجوز ضم السين في قوله: (مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ) ،
ولا في قوله: (وَظَنَنْتُمْ ظَنَّ السَّوْءِ) ؛ لأنه ضدٌّ لقولك:
هذا رجلٌ صدقٌ، وثوبُ صدقٍ.
فليس للسوءِ ها هنا معنى في البلاء ولا عذاب فيُضَمَ.
والقراء كلهم قرأوا (وَظَنَنْتُمْ ظَنَّ السَّوْءِ) بفتح السين،
وكذلك (مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ) .
* * *
وقوله جلَّ وعزَّ: (أَلَا إِنَّهَا قُرْبَةٌ لَهُمْ ... (99) .
روى إسماعيل ويعقوب ابنا جعفر وورش والأصمعي عن نافع
(قُرُبَةٌ) مُثقلةً.
وروى قالون والمسيبي وأبو بكر بن أبي أويس (قُرْبَةٌ)
ساكنة الراء مثل سائر القراء، واتفقوا على تثقيل (قُرُبَاتٍ) .