غربي مكة، بطرف حدود الحرم، تصب في العُكَيشيْة من الغرب، تأتي من سُود حمُيّ، ثم يذهب ماؤها إلى عُرَنة، وهي في ديار خُزَاعة أيضاً، وتبعد عن مكة 16 كيلاً. وكانت قديماً من ديار خُزَاعة، فلما هاجر رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ثم صارت غزوة الحُديَبية، حالفت خُزَاعة الرسول - صلى الله عليه وسلم -، وحالفت كنانة قريشاً، فبيتت كِننةُ خُزَاعَةَ فهاجمتها بالوَتير، وقيل: إن قُريشاً أمدّت كِنانة، فاستنجدت خزاعة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فاعتبر الرسول - صلى الله عليه وسلم - ذلك نقضاً للميثاق، فكان فتح مكة في السنة الثامنة للهجرة، وفي استناد خزاعة رسول الله، يقول عمرو بن سالم الخزاعي (?):
يا ربّ إني ناشدٌ محمداً ... حلف أبيه وأبينا الأتلدا
فانصر هداك الله نصراً أعتدا ... إن قريشاً أخلفوك الموعِدا
ونقضوا ميثاقَك المؤكَّدا ... وزعموا انْ لستُ أدعو أحدا
وهم أذلُّ وأقلُّ عددا ... هم بيّتونا بالوَتير هُجَّدا
وقتلونا رُكَّعاً سُجَّدا
وقال بُدَيل بن عبد مناة (?):
تعاقد قومٌ يفخرون ولم تدعْ ... لهم سيداً يندوهُمُ غير ناقل
أمن خيفةِ القوم الأُلى تزدريهمُ ... تجير الوتير خائفاً غير آيل؟