إذا كان الإنسان في عصرنا الحاضر في أي بقعة من بقاع العالم ينعم بنتاج وخبرات إخوانه من بني الإنسان في بقاع العالم الأخرى مهما اختلفت المشارب؛ فإنه قد استفاد كذلك من خبرات أسلافه في العصور السابقة حتى إن من الممكن أن يقال بأن الحضارة في العصر الحديث لا تخرج في مظاهرها عن كونها استمرارًا وتطورًا لمظاهر الحضارات السابقة التي ظهرت في أجزاء مختلفة من العالم، وقد تنبَّه الإنسان إلى فضل الحضارات السابقة واعتبرها التراث الآدمي الذي يجب المحافظة عليه ودراسته دراسة مستفيضة حتى يمكن الوصول إلى معرفة أصول وأسس حضاراته الراهنة؛ ولذا نجد أن أمم العالم جميعها تتعاون بصورة أو بأخرى في الحفاظ على هذا التراث ومحاولة إحيائه بشتى الوسائل، وعلى ذلك؛ فليس من المستغرب أن نجد الأمم المتحضرة تساهم بنصيب فعال في إنقاذ الآثار المعرضة للخطر، كما أن كثيرًا من الدول ترسل بعثاتها للتنقيب عن الآثار أو ترميمها أو نشر معلومات وافية عنها في مختلف الأقطار لا فرق في ذلك بين جنسية وأخرى؛ لأن التراث الحضاري ملك للإنسانية جميعها1.
وكثيرًا ما نجد بعض الدول تأخذها العزة بوجود بعض مظاهر حضارية قديمة فتحاول جاهدة أن تثبت أنها أقدم الأمم حضارة وأن