أما الجدران والحوائط؛ فكانت مغطاة بآجُرّ مصقول رسمت عليه صور زاهية تمثل حيوانات وأزهار وإلى خلف هذه القاعة وشرقها قاعة عرفت باسم قاعة المائة عمود لم يبق منها إلا عمود واحد.
ومن الملاحظ أن الفن الفارسي قد اقتبس بصورة واضحة من فنون الدول التي خضعت لسلطان الإمبراطورية؛ ولكنه قد طورها حتى بلغت درجة الكمال؛ فمن المرجح أن الشكل الخارجي لمقبرة كورش متأثر بفن ليديا أما أعمدتها الحجرية الدقيقة فيمكن مقارنتها بالأعمدة الأشورية؛ بينما كان بَهْوُ الأعمدة الضخمة والنقوش قليلة البروز من الأمور المألوفة لدى المصريين وربما استعار الفرس فكرتهم منهم، أما تيجان الأعمدة التي على شكل الحيوان فيمكن أن تكون مستوحاة مما رأوه في نينوي وبابل.
ولم يكن التصوير والنحت مستقلين عن العمارة بل كانا تابعين لها وربما كانت الكثرة الغالبة من منتجاتها من عمل فنانين أجانب وفدوا على إيران من مختلف الأقطار التي أخضعوها، وقد حاكى اليونانيون الفرس واقتبسوا منهم إلى درجة أن العناصر الفارسية تبدو واضحة في فن العمارة اليوناني؛ ولذا يمكن أن يقال أن الفرس كانوا وسطاء في نقل مظاهر الحضارة من الشرق إلى الغرب.