عن تعليم الشبان حراسة المقابر الملكية، وكان يعهد لهم بصنع الشراب المسكر الذي يستخدم أثناء الطقوس الدينية. وكان بيعه قاصرًا عليهم كذلك، ومع أن أصلهم وأصل ديانتهم غير معروفين؛ إلا أنه يبدو أن هذه الديانة لم تكن فارسية النشأة؛ لأنهم كانوا لا يدفنون جثث موتاهم بل يتركونها فريسة للوحوش والطيور الجارحة.
ومع أن هيرودوت ينسب إلى الفرس عدم وجود معابد أو تماثيل للآلهة لديهم؛ إلا أن الآثار تثبت غير ذلك فقد عثر على بقايا ثلاثة معابد من عصر الإخمنيين وكل منها في هيئة برج مربع يشمل حجرة واحدة يمكن الوصول إليها بدرج، وفيها كان المجوس يرعون النار المقدسة "شكل 57"، ويبدو أن الاحتفالات الدينية كانت تقام في الهواء الطلق؛ حيث عثر على المذابح "وكانت عادة أزواجًا" في العراء بعيدة عن المعابد، وإلى هذه المذابح كانت تساق حيوانات التضحية في موكب حافل بالعربات التي تجرها خيول مقدسة، وكانت التضحية تتم في حضور الملك من أجل إله الشمس؛ كذلك صنع الفرس تماثيل لآلهتهم، وتبين نقوش المقابر الملكية الأمراء وهم يقومون بالتضحية أمام مذبح من فوقه قرص مجنح يبرز منه رأس وكتفا الإله "أهورا مزدا" "شكل 58" الذي كان يعتبر الإله الحكيم الذي يحكم السماء ويشمل الأرض ويحميها بجناحيه كما يحمي الملك الذي يعد نائبًا عنه على الأرض.
وقد نشأت هذه الديانة على يد حكيم يعرف باسم "زرادشت" كان يعيش في ميديا؛ ولكنه غادرها ليبشر بدينه الجديد في شرق إيران، ومع أن تاريخه ما زال موضع جدل إلا أن من المعتقد بأنه كان يعاصر