لم يكن معروفًا من قبل وعندما فحصت ترجماتهم له وجدت متطابقة في معناها مما بعث الاطمئنان إلى صحة المعلومات التي عرفت عن هذه اللغة ومن ثم أخذ علم الآشوريات يزداد توسعًا وانتشارًا، ومما ساعد على سرعة فهمها أنها كلغة سامية تتشابه في نحوها وفي بعض مفرداتها مع اللغات السامية الأخرى المعروفة مثل العربية والعبرية، وعن طريق حل رموز اللغة البابلية أمكن التعرف على اللغة السومرية؛ إذ وجدت بعض الكتابات المسمارية التي كانت أشبه بمعاجم لشرح الكتابات السومرية باللغة البابلية كما سبق أن أشرنا.

وقد ساعد حل رموز اللغة على التعرف على تاريخ بلاد النهرين من مصادره الأصلية؛ ولكن صادفت المؤرخين صعوبات كثيرة في هذا السبيل لعل من أهمها عدم وجود حادث أساسي تؤرخ الحوادث بالنسبة إلية كما هو الحال بالنسبة للتواريخ المعمول بها الآن مثل: ميلاد المسيح والهجرة؛ إلا أن ملوك بلاد النهرين كانوا يعمدون إلى اتخاذ حادثة معينة شهيرة أساسًا لتأريخ الحوادث في سنة وقوع هذه الحادثة الشهيرة، وظل الحال كذلك إلى نهاية عهد الأسرة البابلية الأولى تقريبًا ثم عدلوا عن ذلك إلى تأريخ الحوادث بالنسبة إلى عهد الملوك، وظل الحال كذلك إلى العهد السلوقي؛ وإن كان الأشوريون قد استخدموا طريقة أخرى في التأريخ حيث كانوا ينسبون السنين إلى عظماء رجال الدولة الذين عاشوا فيها ابتداء من الملك نفسه؛ فكانوا يجمعون حوادث كل ملك في ثبت خاص متسلسل ابتداء من اعتلائه العرش، وقد أضافوا إلى ذلك بعض الملاحظات التاريخية والتعليقات الخاصة بها في نظام أشبه بنظام الحوليات، ومن ذلك

طور بواسطة نورين ميديا © 2015