وكانت العادة عند الدفن أن يحرق جسد المتوفى ثم تطفأ النار بالجعة والنبيذ ثم تحضر بعض النساء لجمع العظام ويغمسنها في شراب خاص ثم يضعنها في زيت طيب في جرة فضية، وبعد ذلك يخرجنها ثم تلف في الكتان وتوضع على كرسي ويقدم الطعام لمن جمع العظام كما يقدم الشراب لهم ولروح المتوفى ثلاث مرات، وتصحب ذلك التضحية ببعض الماشية، ولا شك في أنه كان هناك فرق بين ما يتبع في دفن الملوك وما يتبع في دفن الأفراد كما أن من المرجح أن ملوك الدولة القديمة لم يمارسوا حرق الجثث.
أما الأساطير الحيثية فتنقسم إلى قسمين: أحدهما يتعلق بالقضاء على قوى الشر ويتلخص في أسطورة تسمى: ذبح التنين؛ ومؤداها أن التنين انتصر في أول الأمر على إله الطقس حسب رواية من الروايات وأنه لم يكتف بذلك بل أعجز إله الطقس بالاستيلاء على قلبه وعينيه حسب رواية أخرى، ولكن بمعاونة آلهة أخرى وبالحيلة استطاع إله الطقس أن ينتصر في النهاية، وربما كانت هذه الأسطورة تتلى في الاحتفال السنوي بالربيع وهي تشبه إلى حد كبير أساطير أخرى انتشرت في أجزاء أخرى من الشرق الأدنى القديم كانت تتلى أيضًا في احتفالات موسمية، أما القسم الثاني: فيتعلق بعودة الحياة إلى الأرض وهو يتمثل في أسطورة تعرف باسم: أسطورة الإله المفقود، وهي تتلخص في أن الحياة تتوقف على الأرض بسبب اختفاء إله الخصب ثم البحث عنه، وبإعادته إلى بيته تعود الحياة إلى الأرض، وتمثل الأسطورة إله الخصب على