المعابد تدون التعليمات التي تصف هذا الاحتفال وصفًا دقيقًا من بدء تزين الملك واستعداده للخروج إلى هذا الاحتفال والسير في الموكب إلى المعبد ودخول زوجة الملك والحاشية إلى أماكنهم الخاصة وجلوس الملك والملكة على العرش وهكذا إلى أن تنتهي الطقوس.
ومن الطبيعي أن الظواهر الطبيعية وغيرها من الأمور التي تفوق طاقة البشر كانت في نظر المجتمعات البدائية تخضع لقوى عظمى -آلهة- تسيطر عليها، وهي غير مرئية وخالدة، ومع هذا كان من الصعب تصورها في هيئة تختلف عن البشر أو على الأقل لها مشاعر البشر. وكان الحيثيون بالذات ينسبون إلى آلهتهم من السلوك ما يشابه سلوك السيد بالنسبة لأتباعه؛ فمع أنه يجب رعايته وترضيته ومدحه؛ إلا أنه لا يمكن الاعتماد عليه دائمًا في رعاية مصالح أتباعه فقد يقضي بعض الوقت في النوم أو التسلية أو الرحيل أو الانشغال بمسائل أخرى تجعل الابتهال إليه للمساعدة عبثًا؛ بل وقد تكون له تصرفات خاطئة غير حكيمة؛ ولذا تفسر المصائب التي تحل بالإنسان أحيانًا -لا على أنها عقاب عن ذنب جناه- وإنما على اعتبار أنها نتجت عن إهمال الإله؛ لأن الأرواح والشياطين الشريرة تعمل دائمًا على الإفادة من عدم تيقظ الإله الحامي للإنسان؛ ولذا كان من صلوات بعض الملوك للآلهة في مثل هذه الحالة ما ينحي باللائمة على الآلهة بل والتهديد بالعجز أو التقصير في خدمتها وتقديم القرابين لها، أما إذا كانت المصائب كعقاب عن ذنوب فلا بد من الاعتراف بها والتكفير عنها، وفي هذه الحالة كانوا يلجئون إلى العرافة والتنجيم واستشارة الوحي في خير الطرق لإرضاء الآلهة.