من عصر "تود هالياس الرابع"، كذلك يشير إلى أن ملك أهياوا قد انسحب؛ مما يوحي بأنه كان موجودًا في آسيا الصغرى وأن بلاده كانت ولاية على حدود الإمبراطورية الحيثية وأنه كان قد استولى على بعض أراضيها ثم انسحب بعد ذلك.
والخلاصة التي يمكن أن نستنتجها أن العلاقات بين حاتي وبين أهياوا كانت طيبة في أول الأمر حتى إن أقارب ملك أهياوا كانوا يرسلون إلى حاتي لدراسة فن قيادة العربات، كما كانت ترسل آلهة أهياوا إلى حاتي لعلاج الملك في مرضه, ثم نسمع بعد ذلك بازدياد الأعمال العدوانية التي يرتكبها عمال أهياوا على حدود الممتلكات الحيثية, وقد بلغت هذه أشدها أثناء حكم "تود هالياس الرابع" و"أرنووانداس الثالث"، ورغم أن هذا النشاط بدأ في عهد مورسيليس؛ فقد ظلت العلاقات الرسمية بين الملوك ودية في الظاهر على الأقل حتى نهاية عهد مورسيليس، ثم ترد بعض الإشارات عن تدخل ملك أهياوا بصورة عدائية في إقليم موالٍ للحيثيين ولا يوجد بعدئذٍ ما يدل على وجود علاقات رسمية ودية.
ومن الواضح أن أهل أهياوا كانوا بحارة ممتازين وصلت سفنهم حتى ساحل سورية "أمورو" وقد اعتدوا على الإمبراطورية الحيثية في أربع مناطق على الأقل، ولا شك في أن الحيثيين قد أخطئوا في نطق اسمهم وحرفوه إلى أهياوا بعد أن عرفوهم واتصلوا بهم، ولا بد أن هؤلاء كانوا يعيشون في أقصى غرب شبه الجزيرة وسيطروا مثل المقدونيين على البحار؛ فابتداء من سقوط كنوسس حوالي سنة 1400 ق. م. إلى الغزو الدوري في القرن الثاني عشر كانت السيادة العليا في البحار متركزة في أيدي الإغريق الميسينيين وقد وجدت منتجاتهم بكثرة في مختلف الجزر, وخاصة قبرص وكريت ورودس التي لا بد أن كان