مصر بأكملها؛ ولكنه لم يستمر سوى ثلاثة أعوام, ثم تبعه "دارا الثالث" الذي كان تاريخه غامضًا لا يعلم عن تاريخ مصر في عهده شيئًا يستحق الذكر، ولكن من المؤكد أن المصريين كانوا في أشد الاستياء من حكم الفرس, كما نتبين ذلك من بردية كتبت في عهد البطالمة, تعرف باسم أخبار الأيام الديمقوطيقية1.
وقد حدثت ثورة في الدلتا بقيادة أحد أمرائها ويدعى "خباش" أو "خباباش" اعترف به كهنة منف ملكًا، وقد وجد في السرابيوم لوحة مؤرخة بالسنة الثانية من حكمه, كما وجدت باسمه بعض الآثار الأخرى من بينها تمثال الوالي2 وكلها تشير إلى جهوده في سبيل تحرير البلاد، ومع هذا يمكننا القول: إن تلك الجهود ذهبت عبثًا؛ لأن مصر -بالرغم من أن الإمبراطورية الفارسية كانت في طريقها إلى الزوال- لم تستقل طويلًا؛ فبعد أن هزم "دارا الثالث" في إسوس على يد الإسكندر الأكبر فقدت فارس معظم قوتها ولم تحاول الدفاع عن مصر حينما جاء إليها هذا الأخير غازيًا.
وكان الإسكندر الأكبر لبقًا؛ إذ تظاهر بمظهر المخلص لمصر من نير الفرس؛ لأن المصريين أنفسهم كانوا يتطلعون إلى ذلك؛ حيث إننا نعلم أن مصريًّا يدعى "تفنخت" من مدينة إهناسيا ذهب إلى ملك مقدونيا واستنجد