استيلاء تيوس على أموالهم باستمرار لكي يدفع نفقات جيشه, ثم تمكن هذا الأخ من اغتصاب العرش، ولم يكتفِ بهذا بل استدعى ولده الذي كان يحارب مع عمه؛ فعاد إلى مصر بمعظم الجيش, كما استدعت أثينا قائدها اليوناني "كابريوس" "الذي كان معه" فوجد تيوس نفسه وحيدًا واضطر إلى الفرار إلى صيدا حيث احتمى بملك الفرس.
ولما اعتلى العرش في مصر "نختنبو الثاني" الذي كان يحارب مع عمه تيوس في سورية, لم يلبث طويلًا في الحكم حتى حدثت ثورة في منديس "التي كانت مقرًّا للأسرة التاسعة والعشرين" ولولا مقدرة المرتزقة اليونانيين لضاعت الفرصة من نختنبو الثاني، ومع هذا لم يكد يبدأ تنظيم مملكته حتى تولى عرش فارس "أرتكزركسيس الثالث" الذي أراد الاستيلاء على مصر؛ ولكنه فشل في محاولاته الأولى؛ لأن نختنبو الثاني استعان بمرتزقة من الأثينيين والإسبرطيين، وقد أثر هذا النصر على سلطان أرتكزركسيس وحدثت سلسلة من الثورات في فينيقيا ربما كان يشجعها "نختنبو الثاني" مما أثار أرتكزركسيس وجعله -بعد أن يقضي على الثورات- ينظم هجومًا مخيفًا على مصر من البر والبحر، وتقدم في الدلتا سريعا ووصل أسطوله عبر مصب النيل إلى منف؛ ففر نختنبو إلى مصر العليا حيث احتفظ بملكه هناك عامين.
ولا ندري كيف انتهى عهده ولا كيف بسط الفرس سلطانهم على مصر كلها؟ وإن كان من المرجح أن إتمام فتح مصر كان عن طريق حملة ثانوية متممة للحملة السابقة، وعلى أي حال يعد أرتكزركسيس الثالث أول ملوك الأسرة الحادية والثلاثين.
وحينما توفي هذا الأخير تبعه في الملك "أرسيس" الذي استطاع أن يحكم