على السواء؛ ولكنه مات وتبعه "أكزركسيس" الذي استطاع القضاء على ثورة خباش وعين أخاه واليًا على مصر، وقد تغالى هذا الوالي في قسوته وشدته حتى أذل المصريين.

ولم يحكم أكزركسيس طويلًا؛ حيث اغتِيلَ بعد فترة وجيزة وتولى بعده "أرتكزركسيس" الذي وجد إمبراطورية واسعة أرهقتها كثرة الحروب والثورات في مختلف الميادين, ومن بينها ثورة قامت في مصر بقيادة "إناروس" الليبي الذي كان في مريوط, و"أميرتايوس" الذي كان مركزه سايس؛ فلما التقى إناروس بالوالي الفارسي كانت الحرب سجالًا بينهما وتراجع الوالي إلى برقة، وطلب كل من الفريقين المدد واتجه إناروس في ذلك إلى أثينا, ولكن النجدة التي أرسلها أرتكزركسيس إلى واليه وصلت قبل النجدة التي طلبها إناروس؛ مما كان له أثره في انتصار الفرس وأسر إناروس وأرسل إلى سوسة حيث قتل هناك؛ وبذلك ظل أميرتايوس الزعيم الوطني الوحيد فعاود العصيان محاولًا الاستنجاد بالأثينيين ولكن النجدة لم تصل إليه، وفي نفس الوقت تهادن الفرس واليونان فلم تجد الثورات المصرية تأييدًا من اليونانيين بل اكتفى هؤلاء بإقناع الفرس بتعيين ولدي إناروس وأميرتايوس ولاة على مصر1, وفي هذه الأثناء زار مصر كثير من أعلام اليونان ومن بينهم هيرودوت.

ولما توفي أرتكزركسيس تبعه "دارا الثاني" الذي استبد هو وولاته في حكم البلاد, وحاولوا فرض عقائد الفرس على المصريين؛ فثار هؤلاء ضدهم كما ثاروا على اليهود في اليفانتين2؛ لأنهم كانوا يعاونون الفرس.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015