وفي تلك الأثناء أقبل رسل من الإغريق الذين يعيشون في ليبيا وأحضروا معهم الهدايا إلى قمبيز، ولما تم لهذا الأخير الاستيلاء على مصر عامل بسماتيك معاملة حسنة في أول الأمر؛ ولكن هذا الأخير حاول إثارة المصريين ضد قمبيز؛ فاشتط هذا في معاملته حتى أدى به إلى الانتحار، وقد غزا قمبيز مصر العليا وأرسل حملة إلى النوبة, ويقال: إنه جن في آخر أيامه بسبب فشل حملته على النوبة.

ويعد قمبيز مؤسس الأسرة السابعة والعشرين في مصر، ومع أنه تمكن من إقامة إمبراطورية واسعة؛ إلا أن الأحوال ساءت في فارس نفسها بعد وفاته؛ إذ حدثت ثورة في سورية وكاد خليفته "دارا" -الذي تولى العرش في فارس من بعده- أن يفقد ملكه؛ ولكنه استطاع أن يثبته بعد أن خاض تسع عشرة معركة, وأسر تسعة من الأمراء, ووصل إلى مصر حوالي سنة 517 ق. م.، وحينما قامت ثورة ليبية ولم ينجح الوالي الفارسي في إخمادها قتله دارا, ومع ظاهر هذه القسوة؛ إلا أنه كان معروفًا بالعدل وقد احترم ديانة المصريين وشجع التجارة؛ إذ المعروف أنه كان يهودي عصره, تاجر في كل شيء ومع كل الأقطار، وقد نجح في حفر قناة وادي الطميلات التي تربط بين النيل والبحر الأحمر1 ولكن سلطانه أخذ يضعف في فارس, فانصرف عن شئون مصر وخاصة بعد أن هزمه اليونانيون في معركة ماراثون حيث ركز كل اهتمامه في الانتقام من الأثينيين حتى إنه كلف شخصًا ليذكره بذلك كل صباح بقوله: "مولاي لا تنسَ الأثينيين" وبعد تلك المعركة بأربع سنوات حدثت ثورة في مصر بقيادة "خباش"2 الذي احتل منف وسايس؛ فبدأ دارا يعد العدة للانتقام من مصر واليونان

طور بواسطة نورين ميديا © 2015