"نتيجة لوصول طهرقة, ولوصول ملاك الرب"1.

ولا يعرف إلا القليل عن حكم شبتكو؛ إلا أنه في الغالب لم يهتم بالشئون الخارجية أو على الأرجح لم يجد في نفسه القدرة على المغامرة فيها فكرس جهوده للبناء، وقد ذكر مانيثون أن "طهرقة" قتل شبتكو واعتلى العرش من بعده واتخذ تانيس عاصمة له, ولكن هذه الرواية لا يمكن مقابلتها إلا بالشك2.

وكان طهرقة قائد الجيش منذ عهد شبكا, وما أن اعتلى العرش حتى أخذ ينظم المقاومة ضد الأشوريين؛ ولكنه أهمل في السياسة الداخلية بل ولم ينجح في سياسته الخارجية أيضًا؛ لأنه لم يقدر الظروف حق قدرها؛ إذ إنه لم يقم بأي جهد في سبيل تنظيم الإدارة الداخلية التي ساءت إلى أبعد حد, كما أنه لم يستعد الاستعداد الحربي الكافي لمواجهة خطر أشور بالرغم من أنه كان يدبر المؤامرات ضدها, ويتعاون مع الولاة الذين كانوا يناوئونها وخاصة أمراء صور وصيدا.

ويبدو أن نهاية سنخريب لم تكن سارة؛ إذ اغتاله أحد أبنائه3 وتولى بعده "أسرحدون" الذي أخضع الولايات التي ناوأته بمنتهى العنف، فما أن امتنع والي صيدا عن دفع الجزية حتى دفع حياته ثمنًا لذلك، وحينما أصغى ملك صور إلى رسالة طهرقة التي كانت تدعوه لمناوأة أشور, وجه أسرحدون

طور بواسطة نورين ميديا © 2015