تلك الأحداث لأحداث أخرى معروفة التاريخ من أقطار أخرى كما يمكن التوصل إلى تأريخها من إشارات عن حدوث ظاهرات معينة يمكن احتساب تاريخ وقوعها بالاستعانة بعلم الفلك؛ فمثلًا لم يكن من اليسير تحديد تأريخ عهد حمورابي ولكن كان من المعروف أنه عاصر الملك الأشوري "شمشي- أدد الأول" وقد أشار أحد النصوص الأشورية إلى حدوث كسوف للشمس في عهد أحد خلفاء هذا الأخير ويدعى "آشور دان الثالث". وعند تأريخ حدوث هذه الظاهرة فلكيًّا وجد أنها ترجع إلى عام 763 ق. م، ومن تتبع قوائم ملوك آشور وتسلسلهم فيما بين "أشور دان الثالث", و"شمشي- أدد الأول" واحتساب مدة حكم كل منهم؛ أمكن تأريخ عهد هذا الملك الأخير وبالتالي أمكن تقدير عهد حمورابي بالفترة ما بين عامي 1728، 1676 ق. م.
أما في العصور السابقة للكتابة أو في حالة عدم وجود وثائق مكتوبة وعند العثور على مخلفات حضارية لا ترتبط بالعصر التاريخي؛ فيمكن الالتجاء إلى طرق المقارنة والنسبية، وأهم هذه ما يلي:
1- دراسة الطبقات التي توجد بها المخلفات الحضارية وتقدير عمرها جيولوجيًّا؛ وبالتالي يمكن تأريخ الآثار التي توجد في هذه الطبقات، ومن أهم ما يعتمد عليه الجيولوجيون في تقدير عمر الطبقات احتساب معدل الإرساب في حالة الطبقات الرسوبية أو تقدير عمر الحفريات الموجودة في الطبقة المراد تأريخها, ويمكن الاستعانة بعلم النبات القديم وبعلم الحيوان الوصفي، ومن ذلك يمكن أيضًا استنتاج الظروف المناخية التي كانت تسود فترة قيام الحضارات التي تدرس آثارها ومخلفاتها؛ بل ومن الممكن عند وجود آثار مصنوعة من الأشجار تقدير الزمن الذي استغرقته الحضارة التي أنتجت هذه الآثار بدراسة حلقات نمو تلك الأشجار وتقدير عمرها.
2- دراسة الطرز ومقارنتها "التيبولوجيا" "Typology": من المسلم به