أن تشابه آثار جهة من الجهات مع آثار جهة أخرى يوحي بأن الحضارات المنتجة لها كانت متعاصرة, أما اختلافها فيدل على أن إحداها كانت أسبق من الأخرى؛ وعلى هذا يمكن استنتاج تأريخ آثار مختلف المناطق بالنسبة إلى بعضها البعض, وأن نحدد على أساس ما نشاهده من تطور في صناعة آثار معينة أي الحضارات المنتجة لهذه الآثار كانت أسبق من غيرها, كما يمكن ترتيب الحضارات التي توجد آثارها في منطقة من المناطق على حسب التطور الذي يحدث في طراز وصناعة هذه الآثار، وأول من استعمل هذه الطريقة الأثري الإنجليزي سير فلندرز بتري "Sir Flinders Pertrie"؛ حيث اتخذ من الفخار الذي عثر عليه عند التنقيب على الآثار في منطقة نقادة بجنوب مصر أساسًا لتأريخ هذه الآثار, وذلك بترتب الفخار الذي وجد معها على حسب ما شاهده من تطور في أشكاله وصناعته؛ وبذلك تمكن من ترتيب الحضارات المنتجة لهذه الآثار وتأريخها بالنسبة إلى بعضها البعض.
3- طريقة الكربون 14: 1 هي أحدث طريقة، ولكن لا يمكن إجراؤها إلا على المواد العضوية وخاصة المواد النباتية، وهي مبنية على أساس أن كل مادة عضوية بها كربون 14 المشع وكربون 12 غير المشع بنسبة ثابتة، ويكتسب النبات كربون 14 المشع من تفاعله مع الأشعة الكونية التي بالغلاف الجوي المحيط به وحينما تنتهي حياة النبات يأخذ في فقد كربون 14 الموجود به؛ لأنه يتحول بسرعة ثابتة, بهيئة متوالية هندسية إلى كربون 12 غير المشع؛ فتنخفض كميته في هذا النبات إلى النصف بعد فترة تقدر بنحو 5568 مع احتمال زيادتها أو نقصها عن ذلك بمقدار 30 سنة، وبعد فترة مماثلة يفقد النصف من النصف الباقي من كميته أي: يصبح كربون 14 في النبات ربع كميته الأصلية