لذا يَنْبَغِي أَن يكون الْإِسْلَام هُوَ الْمصدر الأساسي الَّذِي يستمد مِنْهُ الْمُجْتَمع فكره التربوي، وأهدافه التربوية، وَأسسَ مناهجه وأساليب تدريسه وَسَائِر عناصر العلمية التعليمية.
قَالَ تَعَالَى: {و َأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} 1.
يَتَّضِح من الْآيَة الْكَرِيمَة أَنه لَا سَبِيل إِلَى تلافي هَذَا النَّقْص وَذَلِكَ الْقُصُور إِلَّا بتفهم أصُول التربية الإسلامية من مصادرها الْأَصْلِيَّة وَالرُّجُوع إِلَى سير السّلف الصَّالح رضوَان الله تَعَالَى عَنْهُم للإقتداء بهم.
وَلما كَانَت التربية الإسلامية تقوم على الْإِيمَان بِاللَّه ومراقبته والخضوع لَهُ وَحده، وَالْعَمَل الصَّالح والتواصي بِالْحَقِّ، وتحري الْعلم والمعرفة الصَّحِيحَة ونشرها بَين النَّاس والتواصي بِالصبرِ2.
أَصبَحت التربية الإسلامية فَرِيضَة على جَمِيع الْآبَاء والأمهات والمربين والمعلمين، وَهَذِه المسؤولية أَمَانَة دينية يتوارثها الأجيال، جيل بعد جيل ليربوا الناشئة على أُصُولهَا وَتَحْت ظلالها فَلَا سَعَادَة وَلَا رَاحَة وَلَا طمأنينة لَهُم إِلَّا بتربية هَذِه النُّفُوس وَتلك الأجيال وفْق مَا شَرعه الله لَهُم.
إِن الْقُرْآن الْكَرِيم هُوَ كتاب الله الخالد الَّذِي نزل بِهِ الرّوح الْأمين بِلِسَان عَرَبِيّ مُبين على أشرف خلق الله وَخَاتم أنبياءه مُحَمَّد بن عبد الله عَلَيْهِ أفضل الصَّلَاة وَأتم التَّسْلِيم ليخرج بِهِ النَّاس من الظُّلُمَات إِلَى النُّور بِإِذن رَبهم ويهديهم إِلَى الصِّرَاط الْمُسْتَقيم، بعد مَا اشْتبهَ عَلَيْهِم الضلال وَالْجهل بالعرفان وَذَلِكَ رَحْمَة من الله بعباده ورأفة مِنْهُ عز وَجل بخلقه.