التأجيل والتردد (?).
هذا المرض الذي طالما أضاع علينا أموالاً ومكاسب، وخيرات ومنافع، وأفقدنا الدنيا والدين، وهو مرض الجماعات منا والحكومات.
كلما جاء الصيف شكا الناس من فساد الطرق وسوء السيارات، وقلة الماء، وغلاء البيوت والمآكل، ووضعت الخطط للإصلاح ونهم بأن نشرع بها فيكون الصيف قد ولّى، فنؤجل ونسوّف حتى يجيء صيف جديد.
ولما كنت في بغداد سنة 1936 فاض نهر دجلة فيضاناً مخيفاً مرعباً صدع قلوب الناس وكاد يغرق بغداد كلها. ونادى منادي الخطر، وحشدوا الناس من الشوارع لإقامة السدود (?)، فلما ذهب الخطر جاء التسويف وبقي الأمر كما كان إلى الآن.