الصلاة فالصلاة خير من النوم". ثم أسمع صوت الشيطان يقول لي: "نم دقيقة أخرى، فالوقت فسيح، والفراش دافئ والجو بارد". ولا أزال بين داعي الواجب وداعي اللذة، أفكر في ثواب الصلاة فأتحفز للقيام، وأتصوّر لذة المنام وبرد الماء فأسترخي وأتقلب من جنب إلى جنب. ولا تزال نفسي بينهما كنوّاس الساعة (الرقاص)، بين: «قم»، «نم». «قم»، «نم». «قم»، «نم» ... حتى تدركني رحمة الله فأقفز، أو تطلع الشمس وتفوت الصلاة وأقوم وقد مضى الوقت ودنا العمل، فآكل طعامي لقمة بالطول ولقمة بالعرض، ولقمة تعترض في صدري فأغصّ بها، وألبس جورباً على الوجه وجورباً على القفا، وأعقد العقدة مائلة وأزرّر زر القميص الأول في العروة الثانية، وأنسى -من عجلتي- الساعة أو النظارات، وأهرول في الطريق؛ فأسيء هضمي، وأُتعب معدتي، وأُضحك الناسَ عليّ. وكل ذلك لأني أطعت الشيطان -لعنه الله- فلم أقفز قفزاً إلى صلاة الصبح.
وأنا أقرأ كل يوم مهما أقللت ومهما كنت مشغولاً أكثر من مئتَي صفحة (?)، أكثرها مما لا يفيد علماً ولا يعلّم أدباً ولا يقوّم خلقاً، وأدع عشرات من الكتب الجدية النافعة، مع أني ما اشتريتها إلا لأقرأها. قد صففتها أمامي، ولكني كلما هممت بالشروع فيها أجدها كثيرة فأؤجلها إلى غد، ويأتي الغد فأحذفها إلى ما بعده. وتمضي السنون وما قرأت منها شيئاً، والسبب مرض