الأرنب. وكان خيراً لي وأهون عليّ لو مشيت من أول الوقت ولو مشي السلحفاة.
ولكن هل أنا وحدي الذي يحمّل نفسه فوق طاقتها؟ وهل أنا وحدي المبتلى بالتأجيل؟
أما يعدك الخياط أن يسلمك البذلة في نصف رمضان، فلا يزال يسوّف حتى تأتي ليلة العيد والبذلة (?) لم تصل إليك؟ أليس السبب أن الخيّاط يُلزم نفسه بعشرين بذلة وهو لا يقدر على أكثر من عشر؟
أوَليس الحذّاء والبنّاء وأصحاب الأعمال كلها مثل الخياط، كلهم يحمل أكثر مما يطيق فيعجز عنه؟
والتأجيل ... أليس التسويف والتأجيل مرضنا جميعاً، بل هو -على التحقيق- رأس أمراضنا الاجتماعية وعلة عللنا؟ كل أب يعرف طريقة لتربية ولده خيراً من طريقته، وكل تاجر يجد أسلوباً لتوسيع تجارته أحسن من أسلوبه، وكل رجل يعرف الطريق لتحسين صحته وإصلاح سيرته في بيته مع أهله وزوجته، ولكن كل واحد من هؤلاء يؤجل الابتداء بهذا الإصلاح يوماً بعد يوم حتى تمر السنون الطويلة وهو لم يفعل شيئاً.
كل مدخّن يقول لنفسه: "سأترك التدخين"، ولكنه يؤجل تنفيذ هذه الإرادة من يوم إلى يوم، فتمضي السنوات وهو لا يزال