وإذا أقامت زوجة التاجر الفلاني أو الوارث العلاّني وليمة، دعت إليها امرأتك وقدمت فيها لحم الطواويس وألسنة الشحارير، والحلويات المصنوعة في روما الواردة بالطيارة الخاصة، فيجب أن تعد زوجتك مثل ذلك وإلا تكلم عنها الناس!
* * *
والخلاصة أنه يجب أن يكون قيامك وقعودك وأكلك ولبسك وفرش بيتك ونفقات يومك كما يريد الناس أن تكون، ولو اختنقتَ حساً ومعنى، ولو نُكبت في سعادتك وفي مالك، ولو احترق نَفَسُك، وإلا انتقدك الناس!
الناس، دائماً الناس! فيا أيها الناس، متى نعيش لأنفسنا؟ ومتى نستطيع أن نقف عند حد الشرع وحد العقل؟ ومتى يخرج فينا العقلاء الأقوياء الذين يكسرون هذه القيود؟
أمّا أنا فوالله ما أبالي هذا كله، ولكن أعظ من شاء أن يتعظ: أن يتبع دينه أولاً فلا يأتي محرماً، ثم يتبع العقل، ثم يعمل ما يراه خيراً ويمدّ رجليه على قدر لحافه وينفق النفقة الضرورية ويترك التبذير ولو كان أغنى الأغنياء. ولا تخشوا قول الناس ما دمتم لم ترتكبوا محرماً ولا ممنوعاً شرعاً.
وهل عند الناس إلا أن يقولوا؟! لقد قالوا عن محمد صلى الله عليه وسلم (وهو خاتم الأنبياء): مجنون، وقالوا: ساحر، وقالوا: كذّاب. فليقولوا عنكم ما شاؤوا، ولا تبالوا بسخط الناس إن كنتم قد أرضيتم الله.
* * *