نشرت سنة 1945
اهتزت الأرض لمَا كرَثَ (?) دمشق، وزُلزلت الدنيا لما أصابها، وانبرت أقلام بواتر تناصرها في محنتها، وازدلفت إليها الوفود تمسح جراحها وتلعن جَرّاحها، ولم تبق في المشرق والمغرب صحيفة لم تتلُ أخبارها وتصف حريقها ودمارها، وأنا في فراشي قد ملكتني الحُمّى فلم أشارك قومي في جهاد ولم أبذل لهم (وطالما كنت باذلاً) قلمي هذا الضعيف ولساني.
كنت أطل من شبّاكي على دمشق (وداري -كما يعلم من يعلم من القراء- تعلو عن دمشق ضاربة في الجبل مئتي متر) فأرى مساقط القنابل وأشاهد مواقع القذائف، وأبصر النار تأكل بلدي