أنتم كل يوم. ولا تعطوا عطاء الكبر والترفّع، إعطاء الصدقة، بل إعطاء الصداقة، ورب بسمة في وجه السائل أو شَدّة على يده أَحَبُّ إليه من المال الذي تضعه في كفه، لأن المال يحيي جسده وحده والمال مع الابتسامة يحيي جسده وروحه.
وحينما تخرجون من بيوتكم فتجدون هؤلاء الأطفال الصغار الذين كسوتموهم وأعطيتموهم الحلويات واللعب ينظرون إليكم بعيون تبرق بالشكر والحب ويبسمون لكم بأفواه تشرق بالسعادة والفرح، وتسمعون أمهاتهم يتمنين لكم طول العمر ولأولادكم كمال النِعَم، حينئذٍ تعلمون أن أعظم لذة في الدنيا هي لذة الإحسان.
أليس هذا خيراً من أن تجدوا في عيونهم نظرات الحسد وعلى ألسنتهم دعوات الموت والخراب؟
وهنيئاً لكم -بعدُ- قبول صيامكم، وهنيئاً لكم أفراح عيدكم، وكل عام أنتم بخير.
* * *