رآه الشيخ حسن قال له: يا باشا، أما آن لكم أن تجعلوني معكم وزيراً؟
فدهش رياض باشا، وقال له: ما هذا يا شيخ حسن؟
قال: ما تسمع يا باشا؟
قال: فأيّ وزارة تريد؟
قال: المالية.
قال: لماذا؟
قال: لأستبيح أموالها!
فغضب الرئيس وقطع الزيارة وخرج، وقال لمبارك باشا: لا بدّ أن تُخرج هذا الرجل من خدمة الحكومة فوراً.
قال علي مبارك باشا: وماذا أصنع مع علماء الأرض وهو عالم عالمي؟
وجاء الشيخ حسن الطويل يوماً ليدخل على الخديوي، فكلّفوه أن ينزع عنه عباءته ويدعها في البهو، فأبى وقال: أقف بها في صلاتي وأقابل بها ربي، ولا أقابل بها الخديوي؟
-13 -
وأختم بقصّة الشيخ سعيد الحلبي عالِم الشام في عصره، وقد كان في درسه مادّاً رجله فدخل عليه جبّار الشام إبراهيم باشا، ابن محمد علي صاحب مصر، فلم يتحرّك له ولم يقبض