فماذا يصنع الشاب في هذه المحنة؟ وكيف يغفل الآباء عن هذا البلاء؟
لو سمع الأب أن في هذا البلد الذي يبعث إليه بابنه وباءً فتاكاً وأن (احتمال) إصابة ولده به واحد في الألف لما أرسله إليه ولو كان فيه علم الأولين والآخرين، فكيف يرسله إلى بلد (احتمال) إصابته فيه بخلقه، وتفريطه فيه بعفافه، وتهاونه فيه بدينه تسعمئة وتسع وتسعون في الألف؟
لقد حدثني الأستاذ الشيخ مصطفى السباعي عما رآه في أوربا لما ذهب إليها للتداوي (شفاه الله وأتم عليه نعمة العافية) (?) فسمعت والله شيئاً أعجب من العجب، وأيقنت أنه لو امتُحن العجوز (?) العابد بما يمتحن به شبابنا هناك لخيف عليه والله السقوط.
ذلك لأن النفس البشرية مفطورة على ابتغاء اللذة وقصد الراحة وترك العناء، ميالة إلى الانطلاق، ولأن الانحدار إلى المعصية أهون من التسامي إلى الطاعة؛ كالماء أَفْلِتْه يتحدّرْ إلى قرارة الوادي، وأَصْعِده لا يصعد إلا بمضخة، لذلك قلَّ في الناس الطائعون وكَثُرَ العاصون، وكثرت جرائدهم ومجلاتهم وأماكنهم ووسائلهم إلى ما هم فيه. إن الرجل الفاسد يلوّح للشاب الصالح بالجميلات وما يقدّر من اللذة بقربهن، والخمر